الثقافة والأدب هما القوة والدبلوماسية التي يمكن أن تنتقل إلى المجتمعات والشعوب الغربية، فللكلمة والموسيقى تأثير قوي في مواجهة الظلم ومقاومة المحتلين والدول الإمبريالية، ومن هنا تأتي أهمية ما تقوم به فرقة “غروب يوروم” التركية، التي أعلنت منذ عقود طويلة وقوفها إلى جانب الشعوب المقاومة كسورية وفلسطين عبر تنظيمها حفلات موسيقية في مختلف أنحاء العالم لنصرة هذه الشعوب التي أدرجتها أمريكا وتركيا على قائمة المنظمات الإرهابية. فرقة “غروب يوروم” سبق لها أن زارت سورية عام 2013 وغنت في مدينة طرطوس دعماً لشعبها في مواجهة الإرهاب العالمي، واليوم تحي حفلة على مدرج كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق بعد جولة لها في محافظات حلب واللاذقية ضمن فعالية “نغني لفلسطين” في إطار الحملة الوطنية الطلابية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث غنت أغاني منددة بالدول الإمبريالية وعلى رأسها أمريكا والاحتلال الصهيوني، الذي يرتكب جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق أهل غزة، ومؤيدة لنضال الشعوب المقاومة وحقها في العيش بسلام وأمان. ورغم اعتقال ١٩ فرداً من أفراد الفرقة في السجون التركية بسبب مواقفهم ضد الإمبريالية لا تزال موسيقاهم تجوب العالم رافضة ظلم الشعوب. كوستانتينا كارشيوتي عضو الجبهة ضد الإمبريالية والمرافقة للفرقة بحديثها لــ بتوقيت دمشق عبّرت عن سعادتها لوجودها في سورية قائلة: "نحن لم نشعر بالغربة في هذا البلد الجميل ولو للحظة واحدة ". وأضافت كارشيوتي: "شعرنا بأن الحرب وحدت الشعب هنا وجعلته أكثر مقاومة وهذا الأمر مهم جدا بالنسبة لنا لأن الإمبريالية لم تنتصر هنا وإنما الشعب السوري هو الذي انتصر، ونحن نعلم بأن الإمبريالية لن تتوقف ومستمرة في اعتداءاتها لكن نحن كجبهة مناهضة لها متأكدين بأنها لن تنتصر ونحن كذلك لن نتراجع عن مقاومة الاحتلال." بدوره عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب الأرقم الزعبي قال: "نجتمع اليوم بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية ونقابة الفنانيين لاستضافة هذه الفرقة المناضلة والمؤيدة للشعب العربي السوري واليوم أتت الينا بفعالية عنوانها " لفلسطين نغني". والفرقة هي مجموعة  من الطلاب في الجامعات العالمية تعمل بتناغم ولها دور كبير في المظاهرات التي تقوم الآن في الجامعات العالمية لنصرة القضية الفلسطينية". فرقة غروب يوروم التركية من دمشق : نغني دعماً لفلسطين وسورية ولكل أحرار العالم ولفت الزعبي إلى أن الفرقة أرادت أن تمارس نشاطها في أقرب نقطة لفلسطين وأكثر بلد مؤيد للقضية الفلسطينية وداعم لها فاختارت سورية وهي تأمل بأن تصل رسالتها لفلسطين. يذكر أن الفرقة التي تأسست عام 1985 واجهت الطغيان الذي مارسته الإمبريالية ومن معها في تركيا ضد الشعب التركي، وكان من نتائجه تعرض بعض أعضائها للسجن، وبعضهم أضرب عن الطعام حتى الموت داخل السجون رفضاً لممارسات الحكومة التركية. وتقدم الفرقة أغاني شعبية ونضالية باللغة الروسية والعربية والتركية واللاتينية، وهي صوت المقاومين في كل أنحاء العالم، وتضم أفراداً من جميع القوميات (عرب، أتراك، أكراد) وأقامت عدة حفلات منها في عام ٢٠١٢ في إسطنبول حضرها مليون ونصف شخص دعماً لسورية، وفي ٢٠١٣ في طرطوس. بتوقيت - دمشق || لبانة علي